السجناء السلفيون في موريتانيا.. بين التمرد والفرار واللجوء للحوار
تانيد ميديا : أعادت حادثة فرار “الإرهابيين” من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط؛ الحديث حول السجناء المنتمين للقاعدة وأخواتها في سجون موريتانيا، وأبرز المحطات التي مر بها المشمولون في ملف “الإرهاب” خلال العقد الأخير.
من “الغلاوية” إلى نواكشوط..
نُقل من يعرفون إعلاميا بـ”السجناء السلفيين” سنة 2012 إلى قاعدة صلاح الدين بمنطقة “الغلاوية” أقصى شمال شرق البلاد في عمق الصحراء.
خطوة تلتها احتجاجات كبيرة لذوي السجناء، وتضامنت معهم منظمات حقوقية وطنية ودولية.
وجاءت وفاة معروف ولد الهيبة سنة 2014 لتفيض كأس الاحتجاجات، ما زاد الضغط على الحكومة التي قررت إعادتهم بعد أسابيع من وفاته إلى العاصمة نواكشوط.
تمردان وحالتا فرار..
السجن المدني كان مسرحا لعمليتي تمرد خلال السنوات الأخيرة، نفذهما “السجناء السلفيون”، كانت الأولى في 2014 والثانية في العام الذي تلاه، وكان التمرد الأخير “كبيرا”، واستمر لساعات واحتُجز خلاله أحد الحرس.
وفي عام 2016؛ فر السجين السالك الشيخ (الذي فر خلال العملية الأخيرة أيضا)، قبل أن يعتقل في غينيا بيساو، وهو محكوم عليه بالإعدام، ووجهت له تهمة الخيانة العظمى بحمل السلاح، ومن منفذي تفجير الرياض في العاصمة نواكشوط.
وفي مارس 2023، تكررت عملية الفرار، لكنها هذه المرة كانت أكثر دموية وغموضا، وراح ضحيتها عنصران من الحرس الوطني، وما زالت عملية مطاردة “الإرهابيين” متواصلة.
حوار يقود إلى الإفراج..
في مقابل هذا التمرد والفرار، كان الحوار طريقا سالكا لخروج بعض “السلفيين” من السجن، فقد أفرجت السلطات الموريتانية، في منتصف يوليو 2022، عن ثمانية سجناء سلفيين، بموجب عفو رئاسي، وذلك بناء على نتائج الحوار الذي أجراه معهم عدد من العلماء برئاسة العلامة محمد المختار ولد امباله.
تعددت الوقفات التي نظمها أهالي السجناء السلفيين المشاركين في الحوار، حيث طالبوا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالإفراج عنهم بعد إعلان “تراجعهم وتمسكهم بمنهج علماء البلد وتوجيهاتهم”.
وأشاد الأهالي بالحوار الذي أشرف عليه علماء ودعاة واستهدف السجناء السلفيين، مؤكدين أن من نتائجه أن السجناء “أعلنوا استعدادهم للاندماج في مجتمعهم، وأن يكونوا لبنات صالحة”.
ويرى مراقبون أن ما سبق حادثة الفرار الأخيرة (الأحد 05 مارس) لن يكون كما بعده، إذ يرجح أن تبدأ السلطات تغيير آليات التعامل مع السجناء السلفيين أو من تصفهم بـ”الإرهابيين”.
ويؤكد البعض أن هذا التغيير، قد لا يتوقف عند تشديد الحراسة على السجناء، بل قد يصل حد نقلهم من السجن المركزي في قلب العاصمة، إلى سجن بعيد عن العاصمة وأكثر تحصينا، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.